وقف عماد علي زاوية في القمة في الأزهر بارك ..فقد كان مولعاً بتصوير المساجد و الكنائس في مختلف فترات اليوم من تلك القمة و في المناطق المختلفة من الحديقة.. فقد كانت الرؤية بالنسبة له كالماء ..فقد كانت تعطيه أحساس بالحياة و يقشعر له بدنه.. و في كل مرة كان يكتشف شئ جديد .. شئ لم يره من قبل.. كما لو كانت تلك المنطقة عالم مستقل لا يعرف عنه اي شئ..كثيراً ما كان يطلق عليه أصدقائه عاشق الأزهر.. فلم يكونوا يروه الا في محيط تلك المنطقة عندما يجتمعون عند مقهي من المقاهي المحيطة بالحديقة في الأحياء الشعبية و كان يقص عليهم قصص صوره و يقول لهم متي أنشأت تلك الجوامع و من أنشائها..وقد كانو دوماً يمازحونه بأنه سيتزوج أما من الحديقة أو شخص في الحديقة!
وفي ذات يوم كان عماد يسير في الحديقة حاملا كاميرا التصوير الخاصة به.. وكان هناك فتاة جالسة تستعد لأخذ صورة..فنظر اليها عماد في صمت و تسمر مكانه.. كانت صهباء ذات شعر أحمر ناري.. وعيناها خضروان..كان تبدو كملكة جمال من كوكب أخر فلم يري في حياته أمرأة في جمالها..كان قوامها رشيق و هي تجلس في وضع مستعدة لكي تصورها صديقتها.. أمسك عماد بكاميراته و قام بأخذ صورة و لما ظهرت له علي الشاشة..لم يكن يستطيع أن يصدق نفسه.. لأول مرة يفشل في أخذ صورة فقد كانت الصورة مهتزة.. مما أثار دهشته.. وغيظه في أن واحد.. فتقدم بمعداته نحو الفتاتان..
ثم أتجه للصهباء.. “أتمانعين أن قمت بتصويرك؟”..رفعت الفتاة رأسها تنظر الي ذلك الشخص الغير المهذب الذي لا يعرف كيف يحدث النساء.. ولكنها فؤجئت بشاب حسن المنظر.. و تعلو وجهه حمرة الخجل علي الرغم من الجدية التي تملاؤه ..شئ ما جعلها تصمت ثم جعلها تقول “تفضل”.. قالتها اوضجرت وجنتيها بحمرة الخجل.. حتي أصبحت صفحات و جهها البيضاء كالثلج كورود وردية تملئوها ابتسامة ساحرة..
وقف عماد ووضع ألته و كانت الجدية تعلو وجهه وقام بتصويرها .. مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة..وصديقتها تراقب و تبتسم في صمت..وبعد برهة أنتهي من التصوير و كان عماد وجهه يتصبب العرق و يقوم بلم عدته.. وكان منهمكاً عندما أمتدت له يدها البيضاء بمنديل ليجفف به عرقه قبل أن تضيف ” متي أراك؟” ثم أنتبهت الي كلماتها وعادت لتقول “متي أري الصور”
فرد عماد بأبتسامة “في الحديقة”
🙂